![]() |
سرطان الثدي |
سرطان الثدي: أنواعه، أسبابه، ومراحله...
سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم. يمثل هذا المرض تحديًا كبيرًا حيث إنه يؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة والنفسية للمرأة. من الضروري أن نفهم أسباب هذا المرض، أعراضه، وطرق العلاج المتاحة.
ما هو سرطان الثدي؟
سرطان الثدي هو نوع من السرطان ينشأ في خلايا الثدي، عادةً في قنوات أو فصوص الثدي. يمكن أن ينتشر هذا السرطان إلى الأنسجة المحيطة أو إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الجهاز اللمفاوي أو الدورة الدموية.
أنواع سرطان الثدي
هناك عدة أنواع من سرطان الثدي تختلف حسب مكان نشوء السرطان وطبيعة الخلايا المصابة. من بين هذه الأنواع:
1. سرطان القنوات الغازي (Invasive Ductal Carcinoma - IDC) بالتفصيل
سرطان القنوات الغازي هو أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعًا، حيث يمثل حوالي 80% من الحالات. يبدأ هذا النوع في الخلايا التي تُبطّن قنوات الحليب، وهي المسارات التي تنقل الحليب من الفصوص إلى الحلمة. مع مرور الوقت، تخترق الخلايا السرطانية جدار القناة وتنتشر إلى الأنسجة المحيطة. إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه مبكرًا، يمكن أن ينتشر إلى الغدد الليمفاوية وأجزاء أخرى من الجسم.
2. سرطان الفصوص الغازي (Invasive Lobular Carcinoma - ILC) بالتفصيل
يمثل سرطان الفصوص الغازي حوالي 10% من حالات سرطان الثدي. يبدأ هذا النوع في الفصوص المسؤولة عن إنتاج الحليب. يتميز سرطان الفصوص الغازي بصعوبة اكتشافه بالماموجرام مقارنة بسرطان القنوات الغازي، حيث أن الورم لا يظهر عادةً كتلة واضحة، ولكنه يُلاحظ من خلال تغيرات في كثافة أو ملمس الثدي.
3. سرطان القنوات الموضعي (Ductal Carcinoma In Situ - DCIS) بالتفصيل
يعتبر سرطان القنوات الموضعي (DCIS) حالة مبكرة جدًا من سرطان الثدي، حيث تكون الخلايا السرطانية محصورة داخل قنوات الحليب ولم تنتشر إلى الأنسجة المحيطة. بالرغم من أن DCIS ليس غازيًا ولا يشكل تهديدًا مباشرًا، إلا أنه يمكن أن يتحول إلى سرطان غازي إذا لم يتم علاجه. لذا، يعتبر اكتشافه وعلاجه أمرًا حيويًا.
4. سرطان الثدي الثلاثي السلبي (Triple-Negative Breast Cancer - TNBC)
سرطان الثدي الثلاثي السلبي هو نوع عدواني من سرطان الثدي لا يحتوي على مستقبلات هرمون الإستروجين أو البروجسترون ولا يعبر عن بروتين HER2. يُعتبر هذا النوع من السرطان صعب العلاج نظرًا لعدم فعالية العلاجات الهرمونية أو العلاجات الموجهة ضد HER2 في مكافحته. غالبًا ما يؤثر هذا النوع من السرطان على النساء الأصغر سنًا والنساء من أصول أفريقية.
5. سرطان الثدي الالتهابي (Inflammatory Breast Cancer - IBC)
يُعتبر سرطان الثدي الالتهابي من الأنواع النادرة ولكنه عدواني. يتميز هذا النوع بظهور احمرار وتورم في الثدي بدلاً من تكون كتلة، مما يجعله يبدو وكأنه التهاب أو عدوى. غالبًا ما يتم تشخيص سرطان الثدي الالتهابي في مراحل متقدمة، ويحتاج إلى علاج سريع وشامل يشمل العلاج الكيميائي والجراحة والعلاج الإشعاعي.
أسباب سرطان الثدي:
1. العوامل الجينية الموروثة بالتفصيل
تُعدّ الطفرات الجينية الموروثة، مثل BRCA1 وBRCA2، أحد الأسباب الرئيسية لسرطان الثدي. هذه الطفرات تؤثر على آلية إصلاح الحمض النووي في الجسم، مما يزيد من احتمالية تكوين خلايا غير طبيعية تتحول إلى خلايا سرطانية. النساء اللاتي يرثن هذه الطفرات يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض.
التوعية الجينية والفحص المبكر يساعد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للمرض، مما يمكّنهم من اتخاذ تدابير وقائية مثل الفحص الدوري أو استئصال الثدي الوقائي.
2. التعرض الطويل للإستروجين
العوامل التي تزيد من مدة تعرض المرأة لهرمون الإستروجين قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. على سبيل المثال، النساء اللاتي بدأن الدورة الشهرية في سن مبكرة أو اللاتي تأخرن في انقطاع الطمث، هنّ أكثر عرضة للإصابة. استخدام العلاج الهرموني بعد سن اليأس يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
3. البيئة ونمط الحياة
- النظام الغذائي: اتباع نظام غذائي غني بالدهون والسكريات يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. الأبحاث تشير إلى أن الأطعمة الصحية الغنية بالألياف والفواكه والخضروات قد تساعد في تقليل الخطر.
- التمارين البدنية: الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يقل لديهم خطر الإصابة بسرطان الثدي. التمارين تُقلل من مستويات هرمون الإستروجين وتساعد في الحفاظ على وزن صحي.
- الرضاعة الطبيعية: الدراسات تشير إلى أن النساء اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لفترات طويلة يكنّ أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
4. التاريخ الشخصي والعائلي للمرض
- التاريخ الشخصي: النساء اللاتي أُصبن بسرطان الثدي مرة واحدة أكثر عرضة لتطويره مرة أخرى.
- التاريخ العائلي: وجود حالات من سرطان الثدي لدى أفراد العائلة، خاصة في الأم أو الأخت، يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. من الضروري إجراء فحوصات دورية وتجنب العوامل الخطرة إذا كان هناك تاريخ عائلي قوي للمرض.
5. العمر
العمر هو عامل خطر رئيسي. أكثر من 80% من حالات سرطان الثدي تحدث لدى النساء اللاتي تجاوزن سن الخمسين. لذلك، يُنصح بإجراء الفحوصات الروتينية مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموجرام) بعد سن الأربعين.
أعراض سرطان الثدي:
هل لاحظتِ تغييرات غير طبيعية في ثديكِ؟ هناك بعض العلامات التي يجب الانتباه لها:
- كتلة في الثدي: من أكثر الأعراض شيوعًا.
- تغيير في شكل أو حجم الثدي.
- إفرازات غير طبيعية من الحلمة.
- ألم أو انتفاخ في الثدي.
- احمرار أو تقشير الجلد حول الحلمة.
مراحل سرطان الثدي
سرطان الثدي يُقسم عادةً إلى خمس مراحل رئيسية، وذلك بناءً على حجم الورم ومدى انتشاره.
- المرحلة 0: يُسمى أيضًا "السرطان الموضعي" حيث لا ينتشر السرطان إلى الأنسجة المحيطة.
- المرحلة 1: ورم صغير ولم ينتشر إلى العقد اللمفاوية.
- المرحلة 2: الورم أكبر قليلًا وقد ينتشر إلى بعض العقد اللمفاوية.
- المرحلة 3: السرطان قد انتشر إلى عدد أكبر من العقد اللمفاوية ولكن لم يصل إلى الأعضاء الأخرى.
- المرحلة 4: يُعتبر سرطان متقدم حيث ينتشر إلى أعضاء أخرى كالرئتين أو الكبد.
طرق التشخيص:
- الفحص الذاتي: من المهم أن تقوم كل امرأة بالفحص الذاتي للثدي بانتظام.
- التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام): يُعد من أفضل الطرق للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم لتحديد مكان وحجم الورم بدقة.
- الخزعة: يأخذ الأطباء عينة صغيرة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر.
الوقاية:
- الحفاظ على وزن صحي: يساعد تقليل الوزن في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- النشاط البدني المنتظم: ممارسة الرياضة بشكل منتظم تساهم في الوقاية.
- التقليل من تناول الكحول: يُنصح بتقليل استهلاك الكحول للمساعدة في الوقاية.
- الفحص الدوري: إجراء الفحوصات الدورية يساعد في الكشف المبكر.
طرق العلاج:
- العلاج الجراحي: يتم استئصال الورم أو إزالة الثدي بأكمله حسب حجم الورم وموقعه.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم الأشعة للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة.
- العلاج الكيميائي: يعمل على قتل الخلايا السرطانية أو تقليل حجم الورم قبل الجراحة.
- العلاج الهرموني: يستهدف التغيرات الهرمونية التي قد تسهم في نمو السرطان.
- العلاج المناعي: يستخدم لتعزيز الجهاز المناعي للجسم لمحاربة السرطان.
الأسئلة الشائعة (FAQs):
هل يمكن الوقاية من سرطان الثدي؟
- لا يمكن الوقاية من سرطان الثدي بشكل كامل، ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة عن طريق اتباع نمط حياة صحي والفحص الدوري.
ما هي نسبة الشفاء من سرطان الثدي؟
- تعتمد نسبة الشفاء على مرحلة اكتشاف المرض. الاكتشاف المبكر يزيد من احتمالات الشفاء.
هل العلاج الكيميائي ضروري في جميع الحالات؟
- ليس بالضرورة. يعتمد العلاج الكيميائي على حجم الورم ومرحلة المرض. يمكن في بعض الحالات الاكتفاء بالعلاج الجراحي والإشعاعي.
ما هي أبرز العلامات التي يجب مراقبتها؟
- الكتل غير الطبيعية في الثدي أو تحت الإبط، التغيرات في شكل أو حجم الثدي، والاحمرار أو الإفرازات غير الطبيعية.
الخاتمة:
سرطان الثدي هو مرض خطير يؤثر على ملايين النساء حول العالم، ولكنه يمكن علاجه بنجاح إذا تم اكتشافه مبكراً. الفحص الذاتي والفحص الدوري هما مفتاح الوقاية من هذا المرض. باتباع أسلوب حياة صحي، يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل كبير.